| أكثر من 20 عاما |
| أكثر من30 عاما |
هكذا صور لنا الشاعر حال النظم الحاكمة في عهده ويبدو أن قدر العرب منذ العصر الأموي ومرورا ببني العباس وحتى عصرنا هذا أن يرزح تحت نير التسلط والإستبداد والإستعباد من قبل النظم العربية المتعاقبة على مر العصور .
ففي السودان جرت إنتخابات فاز فيها البشير وحزبه الحاكم ، وفي مصر فاز مبارك وحزبه الحاكم وفي تونس فاز بن علي وحزبه الحاكم وكذلك الحال في اليمن والجزائر وفي دول الخليج تتحكم الأسرة المالكة في مصير شعبها وترمي لهم الفتات وما من أحد يتجرأ على رفع صوته والمطالبة بالحرية والمساواة إلا القلة القليلة أما بقية الشعوب العربية فقد رضيت بالذلة والهوان .
نعود إلى الجمهوريات الملكية فأمر هؤلاء الرؤساء غريب وعجيب فهم يتشبثون بالحكم إلى أن يصابوا بالخرف أمثال الراحل بورقيبة وحاكم مصر مبارك وكل هؤلاء الرؤساء يدعون الديمقراطية وحرية الرأي فهم مثل الدول الغربية المتقدمة يقومون بعمل إنتخابات في بلادهم ويطلقون عليها ( الحرة والنزيهة والشفافة ) وفي النهاية يفوز الحزب الحاكم في الدول العربية ويحدث العكس في الدول الغربية . والأغرب من كل هذا هؤلاء الكومبارس الذين يتنافسون ضد السلطة الحاكمة وفي نهاية المسرحية الهزلية يهتفون بأعلى صوتهم الإنتخابات مزورة ، تبا لهم وللسلطة الحاكمة .
نعود إلى السودان فنرى أن البشير جاء إلى الحكم عن طريق إنقلاب عسكري على الحكومة الشرعية آنذاك والتي إنتخبها الشعب السوداني بإرادة حرة ونزيهة لأنه لم يكن هنالك حزب حاكم يحكم البلاد في ذلك الوقت ، وقام البشير بتسمية إنقلابه بثورة الإنقاذ وقضى في الحكم طوال عشرون عاما يأمر وينهي ويرقص على أشلاء وجثث الشعب السوداني ،وبعد أن قضى على الأخضر واليابس أراد وبعد عشرون عاما ونتيجة للضغوطات الداخلية والخارجية أراد أن يجد له مخرجا من هذا المأزق فقام بعمل مسرحية هزلية سماها إنتخابات حرة ونزيهة على غرار المخضرمين من الرؤساء العرب وكل ذلك ليضفي بعض الشرعية لحكمه البائس التعيس وساعده في ذلك تهافت بعض الجهلة والمنتفعين ونزول الكومبارس ليترشحوا ضده ومن هنا أتقدم بالشكر للسيد الصادق المهدي الذي رفض أن يشارك في المهزلة المسماة بالإنتخابات . ومثل كل الأنظمة العربية الحاكمة يفوز البشير في نهاية المسرحية ويقف رافعا عقيرته هل صدقت فيردد الشعب نعم..نعم فهل بحق نحن الشعوب العربية نستحق العيش مثل بقية شعوب العالم فالرئيس السوداني يحكم منذ عشرون عاما ويزيدها أربعا وذاك يحكم منذ ثلاثون عاما وقد ناهز عمره الثمانون ومازال يصبغ شيبته ويصدر الغاز للصهاينة الذين إغتصبوا الأرض والعرض ويبني الجدران الفولاذية على حدود قطاع غزة وقفل المعابر في وجه المناضلين من أهالي غزة الحبيبة الصامدة وكل ذلك طمعا في مرضاة أسياده الصهاينة ، وذاك رئيس في اليمن السعيد الذي صار تعيسا يبيد في الشعب اليمني ويسومهم سوء العذاب ،وذاك في تونس يمنع الحجاب ويحرم ماأحل الله ويحلل ماحرم الله ، وبمناسبة رئيس تونس فهو كما قال الشاعر : لو كان يخفى على الرحمن خافية من خلقه لخفي عنه بن علي . وثالثة الأثافي نجد ملك بلاد الحرمين يرقص مع طاغية وسفاح العصر جورج بوش الذي قتل وشرد ملايين العراقيين والغريب في الأمر أننا لم نسمع أن أحدا من رجال الدين في بلاد الحرمين من يدين أويشجب ما فعله ملكهم المعظم ولاأدري ربما إعتبروا هذا من ضمن إكرام الضيف فعرب هذا العصر مشهورون بالكرم وحسن إستقبال الضيف ولايهم إن كان قاتلا أومغتصبا لأوطانهم المهم أن نكرمه ونرحب به كما فعل الملك المبجل .
وكما بدأت بأبي العلاء المعري الذي صور لنا حال النظم العربية الحاكمة في عهده إليكم ما قاله شاعرنا االكبير أحمد مطر في رائعته أنا السبب فكانت بحق لوحة شعرية تجسد حال الأمة العربية الراهنة , يقول شاعرنا أحمد مطر في قصيدته :
أنا السبب
في كل ماجرى لكم ياأيها العرب
سلبتكم أنهاركم
والتين والزيتون والعنب
أنا الذي إغتصبتُ أرضكم
وعرضكم وكل غالٍ عندكم
أنا الذي طردتكم
من هضبة الجولان والجليل والنقب
والقدس في ضياعها
كنتُ أنا السبب
نعم أنا... أنا السبب
أنا الذي لمّا أتيتُ .. المسجد الأقصى ذهب
أنا الذي أمرتُ جيشي في الحروب
كلها
بالإنسحاب فانسحب
أنا الذي هزمتُكم .. أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثل عيدان
القصب
أنا الذي كنْتُ أقول للذي
منكم يفتح فمه
Shut up
* * * *
نعم أنا... أنا السبب
في كل ماجرى لكم يا أيها العرب
وكل من قال لكم , غير الذي أقولهُ
فقد كذب
فمن لأرضكم سلب ؟؟
ومن لمالكم نهب ؟؟
ومن سواي مثلما اغتصبتكم قد
إغتصبْ ؟
أقولها صريحة
بكل ما أوتيتُ من وقاحة وجرأة
وقلةٍ في الذوق والأدبْ
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ
ولا أخافُ أحداً
ألستُ رغم أنفِكُم
أنا الزعيمُ المنتَخبْ؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكم
في ذات يوم ,طلبا
هل يستطيع واحدٌ منكم
أن يرفض لي الطلب؟
أشنقهُ
أقتلُهُ
أجعله يغوصُ في دمائه حتى الرُّكبْ
فلتقبلوني , هكذا كما أنا
أو فاشربوا
" من بحر العرب"
مادام لم يعجبكم العجبْ
ولا الصيام في رجبْ
فلتغضبوا إذا استطعتم
بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ
التحدي والغضب
وبعدما شجعتكم على الفسوق
والمجون والطرب
وبعدما أقنعتكم
أن المظاهرات فوضى ليس إلا
وشغَبْ
وبعدما علَّمتكم أن السكوت من ذهبْ
وبعدما حولتكم إلى جليد وحديدٍ
وخشبْ
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكم الإرهاق والتعب
* * * *
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ
نعم أنا... أنا السبب
في كل ماجرى لكم
فلتشتموني في الفضائيات
إن أردتم والخطب
وادعوا عليَّ في صلاتكم ورددوا
تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ
قولوا بأني خائن لكم
وكلبٌ وابن كلبْ
ماذا يضيرني أنا؟
مادام كل واحدٍ في بيتهِ
يريد أن يسقطني بصوتهِ
وبالضجيج والصخب أنا هنا
وأحمل الرتب
أُطِلُّ ,كالثعبان من جحري عليكم
فإذا
ما غاب رأسي لحظة ,ظلَّ الذنب
هل عرفتم من أنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا رئيس دولة من دول العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق